قصة حقيقية عن النجاح في التجارة الالكترونية بدأت في سن 11
قصة مُحفّزة مليئة بالأحداث الجميلة التي ستغير منظورك من أجل تخطي العقبات والوصول لأهدافك. لن تنتظر الوقت المناسب بعد الآن لأنه فعلا هذا هو الوقت.

قصة ملهمة لشاب في التاسعة عشرة من عمره يعود بنا إلى الوراء حين كان في الحادية عشرة، العمر الذي شهد نقطة تحول في حياته. طفولة استثنائية بكل المقاييس، كان شديد التعلق بوالده، يلازمه أينما ذهب. ما ميز طفولته هو فضوله المعرفي الذي لا ينضب.
نصيحة قيمة! لا تفوت فرصة الاطلاع على: رحلتي نحو النجاح الرقمي: دليل شامل لبداية مثمرة في عالم التجارة الإلكترونية.
اكتشفت مؤخرا مجموعة من الصور القديمة لي وأنا جالس أمام الحاسوب في سن مبكرة، مما يؤكد أن شغفي بالتكنولوجيا بدأ منذ نعومة أظافري.
كانت البداية الحقيقية في الثالثة عشرة من عمري، حين امتلكت أول حاسوب شخصي. مزودا بموسوعة رقمية شاملة وعلى رأسها encarta junior التي كانت بوابة دخولي إلى عالم المعرفة!
في عام 2013 تحديدا، كنت كأي طالب عادي، أستيقظ باكرا لأذهب إلى المدرسة، وأنتظر بفارغ الصبر الساعة السادسة مساء لأعود إلى المنزل وأستمتع بوقتي مع والدتي وأتابع برامجي الكرتونية المفضلة.
في نفس العام، رزقنا الله بشقيقتي التوأم التي كانت مصدر فرحة كبيرة للعائلة. استمرت الحياة بشكل طبيعي حتى بلغت الرابعة عشرة من عمري، حين واجه والدي أزمة مهنية كبيرة.
كانت تلك الفترة من أصعب المراحل المادية التي مررنا بها كعائلة. لا أنسى أبدا رحلتنا الشاقة من مدينة وجدة إلى طنجة، رحلة لم تكن سهلة بتاتا.
رحلة قاسية مليئة بالتحديات والمعاناة، كجندي يخرج من معركة ضارية، منهك القوى، مليء بالجروح. أو كقبطان سفينة يفقد السيطرة على دفة القيادة فجأة في وسط عاصفة هوجاء.
كلما كبرت شقيقاي، ازداد تعلقي بهما وازداد معه قلقي عليهما. بعد توقف والدي عن العمل، أدركت لأول مرة في حياتي القيمة الحقيقية لالمال. قررت أن أتحمل المسؤولية وأحمي عائلتي من هذه الأزمة المالية.
بدأت رحلة البحث عن مصادر للدخل، أمضيت شهورا أبحث دون حاسوب، معتمدا على هاتف والدتي في تصفح الإنترنت، رغم عدم فهمي الكامل لكيفية عمل الشبكة العنكبوتية آنذاك.
عندما أدرك والدي حاجتي الماسة للحاسوب، رغم ظروفه الصعبة، بذل كل ما في وسعه لشرائه لي بالتقسيط. هذا الموقف ترك أثرا عميقا في نفسي.
الحاسوب يذكرني بأقسى لحظات حياتي!
تخيل أن تكون عاطلا عن العمل ومع ذلك تبذل كل جهدك لشراء حاسوب لابنك؟ لكننا نؤمن بأن القادم دائما أجمل. تعلمنا أن المال ليس فقط للحاجات الأساسية، بل لتحقيق أهداف أكبر.
كنت أذهب إلى المقاهي لتحميل الكتب على هاتف والدتي، وعندما يعيقني الطقس، كان والدي يأتي لي ببطاقات شحن الهاتف، لاحقا عرفت أنه كان يستدين هذا المال.☹
هذه المواقف شكلت شخصيتي، وجعلتني أكثر إصراراً على أن أصبح رجلاً مسؤولا. ذكرى لا تُنسى.
في الرابعة عشرة، خضت أولى تجاربي في التجارة الإلكترونية بعد بحث طويل عن مجال يمكنني العمل فيه بعد المدرسة. أدركت أن المال يمكنه أن يجلب السعادة لشقيقاي ويحل مشاكل والدي. وهكذا أسست أول متجر إلكتروني لي في عمر 14 سنة.
للعلم! تعرفت على مفهوم التجارة الإلكترونية في الثالثة عشرة، لكنني لم أستوعب الفكرة تماما!
عقلي الصغير لم يستطع استيعاب فكرة أن يشتري شخص غريب منتجا مني دون أن يراني أو يرى المنتج! لكن بعد عام، حين رأيت والدي يناضل وحده، أدركت أنه حان وقت التحمل.
لا أنسى اليوم الذي تلقيت فيه أول طلبية في متجري الإلكتروني، عدت من المدرسة لأجد أن شخصاً من دولة أخرى اشترى مني منتجاً ودفع ثمنه. شعور لا يوصف!
كانت هذه الطلبية شرارة الأمل التي أعادت الحياة لعائلتي. لكن بعد انتقالنا إلى طنجة، عاودتنا المشاكل المالية. كيف سأواجه هذا التحدي؟
والد الشاب: الحمد لله الذي منحني هذا الابن الذي كان داعما قويا لي، وساعدني على تجاوز تلك الفترة الصعبة. كنت مؤمناً بإمكانية كسب المال عبر الإنترنت، رغم عدم اقتناع عائلتي بذلك. الحمد لله على هذه النعمة التي غيرت حياتنا.
اقرأ أيضا: ملخص كتاب الأب الغني والأب الفقير – روبرت كيوساكي.
استمرار الرحلة..
في الخامسة عشرة من عمري، وبرغم التزامي بالدراسة، واصلت تطوير متجري الإلكتروني. في هذا العمر المبكر، وصلت إلى تحقيق 1000$ يوميا، ما يعادل راتب شهر كامل لمعلم! علمت لاحقاً عن مؤتمر يجمع نخبة من رواد التجارة الإلكترونية.
واجهتني مشكلة أن الحدث لا يقبل مشاركين دون الثامنة عشرة، لكن إصراري وتفوقي جعلاني أتواصل مباشرة مع المنظمين حتى حصلت على موافقة خاصة بالحضور 😍.
بعد لقائي بالخبراء في المؤتمر، أدركت أنني كنت مقيداً بقيود ذهنية كانت تحول دون تحقيق إنجازات أكبر. كنت أظن أن كسبي أكثر من معلمي يعني أنني نجحت، لكني كنت مخطئاً.
اشتريت لوحاً أبيض ورسمت دائرة تمثل حياتي الجديدة. بعد أن أنهيت التخطيط لمستقبلي، أخبرني والدي أنه خلال فترة قصيرة سنتخلص من كل الديون وسأحصل على سيارتي الخاصة. 🤔
حققت كل ذلك في أسبوعين فقط! بفضل تركيزي على منتج واحد واستثماري كل جهودي فيه. ✔️
أصبحت مهووساً بأهدافي، وبنظرة ثاقبة، رأيت كل أحلامي تتحقق أمام عيني، حتى سيارة أحلامي. 😎
المفاجأة السعيدة كانت تخلص والدي من كل ديونه، الحمد لله 🤲🏻. كل هذا وأنا في الخامسة عشرة! بعد عام واحد فقط، أصبحت أكثر فهماً لقواعد اللعبة.
عندما علمت بمؤتمر آخر، لم أتردد في حجز تذكرة سفر درجة رجال الأعمال إلى تايلاند، أول رحلة لي خارج الوطن. في تلك المرحلة، أدركت أنني بحاجة لمزيد من التطوير.
أتذكر حين اتصل بي باي بال أثناء حصة الفرنسية! هذا المؤتمر كان نقطة تحول أخرى، حيث تعرفت على أثرياء ومؤثرين غيروا نظرتي للنجاح.
من بيئة عائلية بسيطة إلى عالم رجال الأعمال الكبار الذين يشاركون خبراتهم بسخاء. أول ثمار هذه الرحلة كان تأسيسي لشركة تجاوزت مبيعاتها مليون دولار، مع هامش ربح 32% 🎯.
كان هذا أحد إنجازات الرحلة، لكن الأهم كان تحطيمي للحواجز الذهنية التي كانت تقيد طموحاتي.
بعد العودة من تايلاند، قررت الاستقلال بسكن خاص لأتمكن من التركيز أكثر على عملي. كانت خطوة جريئة لكنها ضرورية للتطور.
رغم انتقاد البعض لهذه الخطوة واعتبارها تبذيراً، إلا أنها كانت دافعاً قوياً لتطوري الشخصي. بعد الاستقلال، بدأت أتلقى دعوات للمشاركة في فعاليات مهمة، مثل مؤتمر Master China Morocco.
بعد مشاركة قصتي وتجربتي في بناء متجر إلكتروني حقق أول مليون دولار، تلقيت العشرات من الاستفسارات. فقررت نشر سلسلة فيديوهات تعليمية، وفوجئت بنجاحها وتأثيرها الإيجابي على المتابعين.
قد يهمك: ملخص كتاب كيف تبيع أي شيئ لأي إنسان – جو جيرارد.
الشاب المستقل في السابعة عشرة
في هذه المرحلة، ركزت على تطوير خبراتي في التجارة الإلكترونية وبناء شراكات استراتيجية. كنت أعلم أنني بحاجة لبناء أصول مالية قوية، خاصة أنني أخطط لشراء سيارتي الأولى في الثامنة عشرة.
استثمرت أموالي بحكمة، واشتريت الشقة التي طالما حلمت بها. {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (سورة إبراهيم:7). فالشكر طريق للزيادة.
لو كنت أكبر سنا، ربما كنت سأبذر أموالي في كماليات غير ضرورية. لكن حمدا لله على التوجيه السليم.
أشكر الله على الأشخاص الحكماء الذين أحاطوا بي ونصحوني، فجنبوني العديد من الأخطاء الشائعة في هذا السن.
السر الحقيقي كان في وضوح الهدف والنية. لم أنشئ متجري الإلكتروني تقليدا لأحد، بل بدافع حقيقي. الإيمان كان عاملا حاسما، خاصة حين كدت أستسلم.
نصيحة واحدة من مرشدي غيرت كل شيء: “كل ما ينقصك هو الإيمان بالطريقة”. حين طبقت ذلك، رأيت النتائج.
في النهاية، الفرق بيني وبينك قد يكون فقط في الإصرار والعمل الجاد. كنت أضحي بساعات نومي وأجتهد في المدرسة والعمل معا.
خلال هذه السنوات، تأكدت أن العمل الجاد هو الطريق الوحيد للنجاح الحقيقي.
خاتمة
بعد قراءة هذه القصة، أتمنى أن تكون قد استفدت ووجدت فيها الدافع لتحقيق أهدافك، سواء في التجارة الإلكترونية أو غيرها. عالم الربح من الإنترنت واسع، المفتاح هو اكتشاف شغفك! ما الذي تحبه؟ ما الذي تجيده؟ ما الذي تحتاج لتعلمه؟ أجِب عن هذه الأسئلة بصدق، وسوف تصل. بالتوفيق.